خمس محاولات للسيد عبده شكري





اسمي السيد عبده شكري، من مواليد القاهرة سبتمبر 1970، أعزب، أريد أن
أخرج من الدائرة الضيقة التي حبست نفسي فيها، أشعر وكأن الكون يتآمرعليّ، أسجل الآن هذا الفيديو للمرة الخامسة لأحكي حكايتي التي لا يعرفها أحد، في المرة الأولى بعد أن سجلت اكتشفت أن الـ 512 "ميجا" في بطاقة الذاكرة غير كافية لتسجيل الفيديو، في المرة الثانية اشتريت بطاقة ذاكرة جديدة، وعندما ضغطت "تسجيل" اتصلت بي مدام يسرا من شئون العاملين بهيئة الأشياء العامة تخبرني بأنه تم تعييني في وظيفة ملاحظ أشياء، ثم قالت: ألف مبروك يا أستاذ مهدي، قلت لها: يا مدام النمرة غلط، فقالت: غلط؟ "برنامج "التروكولر" لا يكذب يا أستاذ، ثم لماذا "تتبطر" على النعمة؟ في داهية". في المرة الثالثة عندما ضغطت على زر التسجيل، سمعت صوت طرقات عنيف على باب الشقة، كان جاري أبو جومانا يصرخ في وجهي قائلًا "يا معفن كيف تترك غيارك الداخلي المتهالك وحده على مَنشر الغسيل؟.. أنا عندي بنات وزوجتي امرأة محترمة، إن كان ولا بُد يمكنك أن تحجبه بنشر ملاءة أمامه، أو اشتر منشرًا داخليًا يا معفن". خجلت من نفسي واعتذرت له عن المنظر الجارح؛ ولأنني اعتدت على نسيان ملابسي على المنشر لأيام، تصورت أنني نسيت غياري الداخلي، لكن المفاجأة أن الغيار مبتل ورائحة الداوني الشعبي تفوح منه، واتضح لي أنه سقط من أم جومانا وهي تنشر الغسيل، فخجل أبو جومانا من أن يُنسب إليه الغيار المتهالك فافتعل هذه القصة ليبعد عن نفسه الحرج. في المرة الرابعة، اتصلت بي مرة أخرى مدام يسرا لتعتذر لي عن ما بدر منها، وأنها تعلمت ألا تثق بالـ "تروكولر" مرة أخرى. وها أنا أسجل الفيديو للمرة الخامسة لأكتشف أنني حكيت فيه حكاية غير حكايتي التي لا يعرفها أحد.

Comments

Popular posts from this blog

من الزقازيق لمصر الجديدة! ا

وما الدنيا إلا فرن كبير!ا

سنة أولى ابتدائي