جثة سالم وقف مسعود في حيرة أمام الجثة المسجاة أمام دكانه، وسأل نفسه مندهشاً "بعد الفجر.. حبكت؟".. دقق النظر في ملامح الوجه وقال هامساً "هو بعينه.. يبقى جثة ولاّ مش جثة؟".. عندما استبعد فكرة الموت عن صاحب الجثة، استغفر الله؛ إنه ليس كأحد من عباد الله في البلد، إنه "الريس سالم" أو "سالم بيه" رئيس الأمن والحاكم الفعلي لهذه القرية الصغيرة، ولذلك استبعد مسعود مسألة قتله.. "أعوذ بالله"، لعله فصل من فصول سالم الباردة التي دائماً ما يُمطر بها أهل القرية تحت مُسمى "اختبارات الوطنية"، أليس سالم من قام بالأمس البعيد بأمر أحد عسكره بإلقاء نفسه في عرض الطريق محدثاً بجسده بعض خدع الماكياج السينمائية التي توهم من يراه أنه قتيلاً، وعندما رآه بعض المارة فرحوا وهللوا ولعنوا سالم وعسكر سالم واليوم الذي ابتليت البلاد فيه بسالم، وما إن تنتهي وصلة السباب حتى يقوم العسكري من مكانه ويقبض على المواطنين، ثم يخرج "الووكمان" من جيب جلبابه مسجلاً عليه دليل إدانتهم "كراهية نظام سالم " . تذكر مسعود ما حدث وقال "لكن سالم ب