الأشباح لا تحب محرم فؤاد

أتسلل إلى الشرفة لأختلس نظرة إلى الشارع الخالي من المارة، أخفض رأسي خوفا من أن يراني أحدهم، متى ينتهي كل هذا؟ أسمع صوت أحد الجيران "من فتح شرفته؟ الأشباح غاضبون لا يحبون الشرفات المفتوحة".. أزحف إلى الغرفة وأغلق الباب برفق وأنا أفكر في الأشباح الغاضبين.. أي أشباح تلك؟ أفتح الراديو في الثامنة صباحا فأجد أغنية "قولوا له" لعبد الحليم حافظ، أغني معه "كان مالي ما كنت ف حالي!" أغلق الراديو قبل أن تنتهي الأغنية فأسمع أحد الجيران يصرخ "حرام.. حرام! من أغلق الراديو؟! الأشباح يحبون هذه الأغنية!" كيف يسمع الجيران صوت الراديو وأنا بالكاد أسمعه؟ ربما الصمت ساعد على انتشار الصوت، أشباح؟ جار سخيف مسكين يتسلى؟ تركت الراديو حتى جاءت فقرة فيروز في التاسعة صباحا "من فضلك ارفعي مستوى الصوت الأشباح يحبون فيروز"، كنت أستجيب للطلبات ضاحكة.. إلى أن أذاعت الإذاعة أغنية "والنبي لنكيد العزال" قال لي الصوت "هذه أغاني لا تصلح لفترة الصباح" ظهر صوت جديد "والله ولا لأي فترة يا أخي!" ما شاء الله.. أهلا وسهلا، سأرفع الصوت إذا كانت هذه الأغنية مزعجة لكم إلى هذا الحد، انقطعت الكهرباء! قال لي الصوت "لا بأس قطعت الأشباح الكهرباء" عادت الكهرباء عندما انتهت الأغنية، وعاد صوت المذيع "غنى محرم فؤاد من كلمات مرسي جميل عزيز وألحان محمد الموجي" قال الصوت "الموجي ملحن جميل ولكن الأشباح قالت لي أنها لا تحب هذه الأغنية"، ما هذا يا ربي؟ أشباح في بحر النغم؟! بعد خمس أغاني قصيرة لم أسمع خلالها الصوت المجهول أذيعت أغنية "أجمل صباح عندي" لمحرم فؤاد، قلت لنفسي هذه أغنية مناسبة للصباح، صاح الصوت قائلا "هذه الأغنية لا تصلح لفترة الصباح" رد عليه نفس الصوت الذي رد في المرة السابقة "مع أنه ذكر كلمة صباح صريحة، إلا أنها لا تصلح للصباح ولا لأي فترة أخرى يا أخي!" ثم انقطعت الكهرباء وعادت على صوت المذيع "غنى محرم فؤاد من كلمات عبد الوهاب محمد وألحان سيد مكاوي"، قال الصوت "لماذا لم يغن سيد مكاوي هذه الأغنية بنفسه.. ابحثي لنا عن تسجيل للأغنية بصوت سيد مكاوي" هممت بالرد فقال لي الصوت "ولا تحاولي فتح الشرفة لتردي علينا بأنها ليست متاحة إلا بصوت محرم فؤاد قبل أن تبحثي عنها جيدا.. الأشباح لا تحب محرم فؤاد".ا