سبعة أسابيع








حبيبتي حنة..
مرت سبعة أسابيع منذ يوم سفرك الجمعة الثالث من مايو، حسبت أنني نسيت عدد الأسابيع والأيام فراجعت التقويم، شعرت بالحزن عندما أخطأت في العد للمرة الأولى.. هل خانتني ذاكرتي؟ أتخيل أنكِ ستقولي لي أنه ليس مقياسًا للوفاء أن تعد الأيام واللحظات، وهو بالفعل كذلك، لكني أحاول مقاومة النسيان بإحدى طرقي الساذجة التي أعتمدها في حياتي..

منذ رحلتي وأنتِ في بالي يوميًا، مثلما كنتِ دائمًا.. أشياء بسيطة تستدعي ذكراكِ، مثلًا في طريقي اليومي محل عطور "تمر حنّة"، بقالة "أم حنان".. صوت أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، أغنية "أقول لك إيه عن الشوق يا حبيبي" ومقطعك المفضل "وعودك في الخيال غالية عليَّ".. لا زلت أتذكر آخر تعليق لكِ على رأي كتبته عن أغنية "من أجل عينيك عشقت الهوى".. "أنا كمان مش بحبها".
 بالطبع تذكرين المرة التي طلبتي فيها من أصدقائك إرسال "جوابات" على بريدك الإلكتروني.. أفكر كثيرًا في ردك الافتراضي على الخطاب الإلكتروني الذي أرسلته إليكِ.. قلتي لي أنكِ قرأتيه وستردين عليه في الصباح، لم أشأ أن أثقل عليكِ وأذكرك بالرد.. أسأل نفسي في لحظات كثيرة "يا ترى كنتي هتردي هتقولي إيه؟".. ردك كان 
بلا شك كان سيكون ملهمًا وحكيمًا وحنونًا مثلك. 

 عزيزتي حنة
تحية طيبة وبعد..
أتمنى من الله أن تكوني في أفضل حال، أكتب إليكِ خطابًا افتراضيًا، في الخلفية أسمع قرآن السهرة على إذاعة القرآن الكريم، أحاول أن أتذكر كيف كنت أكتب فيما مضى.. على ما يبدو هجرتني الكتابة كما هجرتها، لكن ثمة إلهام خفي يشعل شرارة كادت تخبو للأبد وأنا أكتب إليكِ، أنتِ ملهمة ولا شك في ذلك.. اعذري جملي المفككة وكتابتي الركيكة.. منذ أسبوعين أصابتني نوبة كآبة -أصبح هذا الأمر شبه عادي- فكرت في أن لا أحد يهتم لوجودي أو لغيابي، أسأل عن صديقاتي وفي المقابل لا أسئلة.. ابتعدت في أكتوبر الماضي عن فيس بوك ما يقارب الشهر وربما لم يلحظ غيابي سواكِ وصديقتان غير مقربتان.. أقول لنفسي طيب ابعتوا لي حتى إنتِ فين؟ كلما فكرت في هذا الخاطر أراجع نفسي قائلة كل له "عذره ومشاغله.. معلش" حاولت تدوين هذه الخواطر في طريقي إلى المدرسة صباحًا، في الفسحة دخلت رقية -٩ سنوات- الفصل وسلمت عليّ، تلميذة قديمة لم أعد أدرس لفصلها، قالت لي "أنا جاية أقعد معاكي" قلت مندهشة "وعرفتي مكاني إزاي؟!" فقالت "دورت عليكِ".. أسرت قلبي.. تذكرت ما كنت أفكر فيه وشعرت أنها علامة من الله.. لا أعرف كيف أعبر عن ما شعرت به؟ 
أتمنى لكِ يومًا سعيدًا


مروة
الجيزة 23 مارس 2019

لا زلت أنتظر منكِ ردًا
يومك سعيد.. أحبكِ
مروة
الجيزة 23 يونيو 2019


Comments

Popular posts from this blog

وما الدنيا إلا فرن كبير!ا

من الزقازيق لمصر الجديدة! ا

سنة أولى ابتدائي