Posts

Showing posts from 2020

افتح ‏الباب ‏

ها هو، ما أخاف منه يقف على بابي، كيف مرت هذه السنين الطوال في لمح البصر؟ هل أفتح الباب؟ ليت الحياة سهلة مثل الروايات، حتى الحياة الروايات لم تعد سهلة. «افتح الباب يا محمد»، قالتها أمي بالتزامن مع طرقات محصل الفواتير على باب الشقة، تردد صدى جملتها الاعتيادية في خيالي كعلامة.. «افتح الباب» لماذا لا أفتحه؟ ولماذا أفتحه؟!   في الصباح كنت في طريقي للمكان السري الذي طلب مني أبي أن أذهب إليه بعد وفاته بعشرة أعوام لأستخرج منه صندوقًا «يا محمد لا تذهب قبل مرور عشرة أعوام بالساعة.. هذه وصيتي وإلا طاردتك اللعنة!»، دهستني الأيام يا أبي! كم مرة في السنوات الماضية غلبت فضولي؟ أي لعنة تلك التي كانت ستطاردني وحياتي كلها لعنة؟! واليوم، وبعد أن جاء الميعاد أريد أن أفلت منه، لا أريد أن أفتح الباب.. ماذا عساني أن أجد؟! كنز؟ كان بيت جدي القديم الكائن في قرية من قرى مركز الزقازيق هو المكان الذي اتفق معي أبي أن أذهب إليه، بيت قديم كنا نزوره حتى سنوات قريبة ثم انقطعنا، في كل مرة كنت أحوم حول المكان المتفق عليه ثم يبدأ قلبي في الخفقان.. والآن أقف أمامه لا أريد أن أخطو خطوة، تذكرت أمي وهي تقول «افتح الباب»، بسم

الأشباح لا تحب محرم فؤاد

أتسلل إلى الشرفة لأختلس نظرة إلى الشارع الخالي من المارة، أخفض رأسي خوفا من أن يراني أحدهم، متى ينتهي كل هذا؟ أسمع صوت أحد الجيران "من فتح شرفته؟ الأشباح غاضبون لا يحبون الشرفات المفتوحة".. أزحف إلى الغرفة وأغلق الباب برفق وأنا أفكر في الأشباح الغاضبين.. أي أشباح تلك؟ أفتح الراديو في الثامنة صباحا فأجد أغنية "قولوا له" لعبد الحليم حافظ، أغني معه "كان مالي ما كنت ف حالي!" أغلق الراديو قبل أن تنتهي الأغنية فأسمع أحد الجيران يصرخ "حرام.. حرام! من أغلق الراديو؟! الأشباح يحبون هذه الأغنية!" كيف يسمع الجيران صوت الراديو وأنا بالكاد أسمعه؟ ربما الصمت ساعد على انتشار الصوت، أشباح؟ جار سخيف مسكين يتسلى؟ تركت الراديو حتى جاءت فقرة فيروز في التاسعة صباحا "من فضلك ارفعي مستوى الصوت الأشباح يحبون فيروز"، كنت أستجيب للطلبات ضاحكة.. إلى أن أذاعت الإذاعة أغنية "والنبي لنكيد العزال" قال لي الصوت "هذه أغاني لا تصلح لفترة الصباح" ظهر صوت جديد "والله ولا لأي فترة يا أخي!" ما شاء الله.. أهلا وسهلا، سأرفع الصوت إذا كانت ه