دبلة... قصة قصيرة

دبلة... قصة قصيرة


أثارت انتباهي وهي تعبث بدبلتها، تلقيها في الهواء، ثم تلقفها لتهدهدها - أو هكذا خُيل لي- ملفت للنظر أن تعبث فتاة بدبلة خطوبتها، ليس ملفتاً فقط، بل مدهشاً بالنسبة لكثيرات، فخلع الدبلة عبثاً نذير شؤم.. فأل سيء، فربما انتهت الخطبة بالفسخ، وكأن الرجل محبوس بداخلها كعفريت من عفاريت ألف ليلة وليلة.. ضحكت بيني وبين نفسي على هذا الخاطر.. فرغم استهزائي بمبدأ "تهشيك الدبلة" كنذير شؤم.. فأعتقد أني عندما ألبسها لن ينقلها إلى يدي اليسرى سواه.. ليس لأني أتشاءم من خلعها، بقدر ما هو أمر أستعظمه- رغم تفاهته ظاهرياً- إذ كيف أجرؤ على العبث بشيء أودعني "هو" إياه؟.. قد يكون عبث زميلتي في الغالب تعبيراً عن حب، رأيت مشهداً كمشهدها في فيلم ما لا أتذكره، كانت البطلة- التي خُطبت بعد قصة حب (عنيفة)-تراقص دبلتها.. يومها حاولت تخيل الفراغ الذي يحيط بإصبعي محاطاً بدبلة- أياً كانت خامتها-، كسبب جديد من أسباب السعادة غير "الشيبسي"، و"الشيكولاتة" و"المراجيح"، واحتلالي المركز الأول على الفصل!..ا
كان أبوايّ يحققان لي هذه الأمنية عندما أنتزع من أحدهما الدبلة في إلحاح سخيف، لم أكن أبالي بالنتيجة المحبطة التي تجعل أمي، بسبب نحافة أصابعي، تضع الدبلة في إصبعين، كبديل عن الوضع الطبيعي، عندها أتضايق وأتذكر الخاتم الذي كان أوسع من إصبعي، والذي لفت أمي حوله خيطاً كي يصبح مقاسي.. ثم أسألها عن إمكانية فعل هذا مع دبلتها أو دبلة أبي، كي تنجح التجربة.. كان رد أمي واحداً لا يتغير "ما ينفعش..!". انتبهت على صوت رنين دقيق، ويد زميلتي تهزني.. "الحقي الدبلة.. شوفيها كده وقعت تحت البنش، معلش هاتعبك".. لحسن الحظ لم تهرب بعيداً، التقطها وأنا أقرأ المنقوش داخلها،"وليد& سلمى" وتاريخ لم أتوقف عنده كثيراً.. قلت لها مداعبة:"احمدي ربنا إنها ما اختفيتش.. صدقت أم كلثوم، أهل الحب صحيح مساكين.. للدرجة دي بتحبيه يا سلمى؟!"..أرجأت الإجابة عن سؤالي، وأخرجت من حقيبتها علبة قطيفة صغيرة بها "محبس" أنيق، لبست الدبلة، ثم قالت وهي تلبس المحبس فوقها "احتياطي برضه".. سألتها: "ما جاوبتيش يعني؟" قالت وهي تضربني بكشكول محاضراتها هزلاً، "أكيد بحبه طبعاً يا بت.. بس انتِ قلتِ كلمة في الصميم.. كويس انها ما اختفيتش.. دي أنيميا قوي، أنا عمّالة أوزن فيها خفيفة جداً.. مش زي بتاعة هناء.. وبعدين الدهب قيمته فيه.. فيها إيه لما يجيب لي واحدة زيادة جرامين كمان؟" لم يكن قد خطر ببالي أنها كانت تقوم خلال الدقائق الفائتة بدور الميزان الحساس.. سألتها سؤالاً اندهشت شخصياً لسذاجته،-"طب واسمك واسمه؟!"- وهل تأبى الأبجدية أن تُنقش إلا على فرحة المرة الأولى؟!- قالت: "زي ما حفرهم الصايغ أول مرة، يحفرهم تاني!"ضحكت مستغربة من غرابتي؛ فضحكت بدوري أنا الأخرى.. وتحسست الفراغ المحيط بإصبعي..... .ا

Comments

Diyaa' said…
عندك كاميرا في دماغك
وأسلوب حكي يرشحك للجدة المثالية بعد عمر طويل
وما بين السطور بيتضح لينا إن خلاص مبقاش في حاجة بتتفسر بالرومانسية والمثالية الزيادة دي
كله بوزنه
أو بتمنه
للأسف الشديد
بس استمتعت
واستمتعت أكتر بتتر المسلسل اللي مش شفته ده :)

مش تنسي الدعاء لأهل غزة
وادعي للمسلمين بالهداية
Doaa said…
صباح الورد يا مرمر
هناك عدة اسباب لتهشيك الدبلة لعل اكثرها منطقية من وجهة نظري ان الدبلة تكون خانقه صباع الواحد .
بس البنت الي في القصه كويسه جدا يعني الي قالو مش عاوزين غير دبله فضه و مش عاوزين غير دبله حديد نابهم ايه غير حلاقة الذقن.... قطيعه
صباح الورد يا جميل تعالي اتفرجي معايا على المصارعه الحره على قناة شو سبورت 4
Unknown said…
مروة
قلبتي عليا المواجع يا جباره
انا كمان مستغربه موقف زميلتك زيك بالظبط
ده الرسول قال ولو بخاتم من حديد
واضح ان انا وانتي مشتركين في الاندهاش سوى او اننا بنفكر بطريقه ملهاش وجود اليومين دول بجد
بس رغم الفراغ ده يا مرمر
يكفي اقولك انك صح
صباحك ورد يا قمر
Shimaa Esmail said…
الأستاذة/ مروة جمعة
صاحبة مدونة / صباح الورد
" تحية طيبة" وبعد..
اعتذر عن الخروج من موضوع التدوينة، لكنني أرسلت لك رسالة عبر البريد الإلكتروني تتعلق باستمارة استقصاء بيانات عن المدونات المصرية.
أرجو الاهتمام والرد سريعا بالإيجاب أو السلب.
تحياتي وتقديري
شيماء إسماعيل
باحث ماجستير- كلية الآداب جامعة القاهرة.
قصة رائعة رقيقة بذات الوقت

أخذتني قليلا مما انا فيه من التفكير العميق والبحث المستمر عما يهدئ من روعي



كل التحية والاحترام
اتاخدت لما سمعت كناريا
أنا من يومين بس نقلتها من ع الكمبيوتر عشان تبقى نغمه من ضمن نغمات الموبايل
غريبة دى
الحدوته لطيفه يامروة
فكرتنى بحدوتة كتبتها عن علبة إكسسواراتى وأبطالها م الخواتم

واهو مع بساطة الدبلة إلا إن وزنها تقيل أوى.. مش بالجرامات طبعاً..بالمعانى اللى بتحملها وال & والأسماء اللى بتتحفر عليها

عقبالك بقى وعقبالى
Ahmed elshebli said…
welcome back ya marwa
were waitting for u
Unknown said…
اسلوب حكي بصراحة متميز جدا
قصة مشوقة تليق بمروة جمعة فعلا
تسلم ايدك
قلم رصاص said…
مدونة رائعه

وبوست جميل

بارك الله فيك

في حفظ الله
هو الحقيقة يا مروة

صباح الواقع المرير

أنا في الحالات اللي زي دي بتصيبني صدمة
SuPeR_mAz said…
جميلة اوى القصة
و مكنتش متوقع النهاية



ياريت تشاركينا فى المسابقة الادبية التالتة لعيش و حلاوة

فى الشعر(فصحى و عامية) و المقال و القصة القصيرة و الخاطرة و الكتابة باللغة الانجليزية

هاتلاقى نظام عالى اوى و ناس بتقول رأيها بطريقة لطيفة و بتدى توجيهات من غير تريقة
و فى جوايز كمان
:)

http://www.facebook.com/topic.php?uid=12806504134&topic=7759
مرمورة ,,,, مفتقد حضرتك جداً
دايماً كده بتاخدينى بعيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييد لمناطق تانية ورا الملموس والمادى
عشان اشوف حاجات تانية مش كل حد بيحسها .
على فكرة
فيه قصدتين جداد فى المدونة
كل سنة وانتى طيبة بمناسبة مولد النبى ومستنى الحلاوة ولا حنا مالنش نفس ,,طبعا فاهمة
مرمورة ,,,, مفتقد حضرتك جداً
دايماً كده بتاخدينى بعيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييد لمناطق تانية ورا الملموس والمادى
عشان اشوف حاجات تانية مش كل حد بيحسها .
على فكرة
فيه قصدتين جداد فى المدونة
كل سنة وانتى طيبة بمناسبة مولد النبى ومستنى الحلاوة ولا حنا مالنش نفس ,,طبعا فاهمة
هى ليه البنات الفاهمة مش بتتخطب ليه اللى بتكون حاسة ومقدرة بيفضل فيه فراغ حوالين صبعها والمادية اللى بتحسبها وبتعشها وخلاص دايما فيه خاتم ومحبس ودايما متبرمةودايما فيه هناء دبلتها اتقل ومحبسها اغلى على فكرة ده ظلم كبير للقصص القصيرة لاننا كده مش بنعرف اللى لابسة الدبلة حتعبر تقول ايه حتى لما بتلبسها مش بتكتب وبتحتفظ بمشاعرها لنفسها مظلومة القصة القصيرة صح؟
السلام عليكم
اسلوبك جميل ورائع


علي فكرة جبلة الخطوبة اصلا بدعة ويا ريت منلبسهاش اصلا انا عن نفسي بخلعها كتير ومش بحب البسها عشان بتخنق من كل الخواتم

تمنياتي لك بالمزيد والنجاح
ان شاء الله
تقبلي مروري

تحياتي
Ahmed Fayez said…
قصة جميلة جدا و أسلوب السرد رائع

بس الانتاج قليل من خلال ملاحظتي لأرشيف المدونة

عاوز احط المدونة في المدونات اللي بتابعها عندي بس مابحبش المدونات اللي صحابها بيغيبوا كتير عنها

Popular posts from this blog

وما الدنيا إلا فرن كبير!ا

من الزقازيق لمصر الجديدة! ا

سنة أولى ابتدائي