عشان خاطري ربع جنيه!ا

عشان خاطري ربع جنيه! ا
ا

في يناير من العام الماضي ،كنت عائدة من امتحاني مشيا على طريق الكورنيش...رغم أن هذا يستغرق وقتا،لكني كنت أحتاج افراغ شحنة كانت داخلي ،كانت السماء تبشر بمطر قادم ،أصرت صديقتي أن تركب يومها ،وحيث أن المشي تحت المطر أحد أحب الهوايات إلى نفسي ..تركتها تركب ...ومضيت أنا ، السماء للحق كانت كريمة جدا..، وصلت إلى – اللهم احفظنا- مقر مباحث أمن الدولة بالزقازيق على الكورنيش ،حيث العساكر الظرفاء ..وفجأة وجدت تقريبا فريق كرة ورائي!..فتيات صغيرات ..كبراهن 8 سنوات ..وفيما يبدو أنها القائدة ..لم تمنعهم غزارة المطر عن الجري ورائي "أبله والنبي ربع جنيه ..عشان خاطري!"ا

التفت وجدت فتاة جميلة ..جميلة بحق ..لكن تحتاج إلى النقع أسبوعا في بحيرة من الصابون..هي وزميلاتها ،كنت في حالة ملل أشعلها ضابط أمن كان واقفا باللاسلكي يضحك عليّ وعلى شلة الأطفال التي تجري ورائي وكأني "عين أعيان الشرقية مثلا!"والغريبة فعلا أني في هذا اليوم لم أكن أحمل معي نقود سوى 25 قرشا أجرة السيارة !..كان الضابط والعساكر يضحكون .."اجروا وراها ..هاهاها..هيدوخوكي ..اديهم ..إلخ !"لا أدري ما هو المشهد الكوميدي في أطفال يتسولون ؟..أليست حماية هؤلاء الأطفال أمن دولة؟!ا

..لم يتركوني ولم يصدقوا فعلا أن ما معي من مال لايكفي "لباكو بسكويت " يوزع عليهم بالتساوي حتى..استمروا معي حتى مبنى المحافظة ..سألت زعيمتهم "فين أبوكي وأمك؟!"..قالت في براءة أحسست انها مصطنعة "أصل أبويا وأمي ماتوا!"قلت "ماتوا؟!" رد بعض الأطفال :"أيوه ماتوا"..قلت لهم "طيب ايه رأيكم آخدكم ملجأ الأيتام ..؟" لم يردوا وألحوا في طلب الربع جنيه! ا


خطر ببالي خاطر غريب ..أنا أعرف مناطق سكن هذه الفئة ، مركزون في منطقة عشوائية بالقرب من الحي الذي أسكن فيه اسمها "منشية السادات "- الغريبة اني سمعت أن منشية ناصر في القاهرة منطقة "فقرانة" !- طبعا لم يصل الأمر لإطلاق اسم مبارك على منشية بعد الشر عن فخامته!- سألتهم بخبث "يعني أبوكم وأمكم ماتوا ..بس أنا عارفه انهم عايشين!"ثم قلت في لهجة واثقة "وكمان انتم ساكنين في منشية السادات ..هقول لأبوكم وأمكم ..بقى بتموتوهم!"..الغريبة أني وجدت تلك الطفلة تقول ببراءة "لا هم عايشين .."ثم ضحكت "بس هم ميتين .. لالاعايشين ..ميتين "..ثم انفض فجأة السامر من حولي ..رغم انهم كانوا على استعداد لمواصلة المسير معي حتى باب المنزل..لكن يبدو أنهم اعتقدوا اني صديقة قديمة لعائلتهم ..أو بوليس سري!ا


مع الأسف منظر الأطفال اعتدته وابتلعته ..لكن ما وقف في حلقي ضحك عساكر وضابط أمن الدولة بطريقة مستفزة..هل المضحك ان مصر أم الدنيا بها شلة أطفال يجرون خلف ربع جنيه ويدعوا وفاة ذويهم من أجل الرجوع بمبلغ لمافيا أطفال الشوارع – أقصد المعلمين الكبار!- فعلا مضحك ..أم منظر الفتيات الصغار يذكرهم بالسيد محمد اللمبي كركر في آخر روائعه الفظائعية الكوميدية !ا
..صحيح أن الجري وراء أحد الملتحين – والذي غالبا لا يعرف من هو رئيس الحكومة!- أكثر ثوابا عند أولي الأمر "بكل شعره في ذقن الملتحي ترقية ..عدوا بقى!"..طبعا لم يكلف اي من المسئولين نفسه بالتفتيش عن رؤوس العصابة ..ومحاولة تعهد الأطفال بالرعاية – طبعا رأيتم رعايتهم للطفل محمد في مركز المنصورة!- ولأن هذا لن يحدث وربنا يعين هؤلاء السهيرة على قفا الوطن لحراسته من المغرضين!- أقترح على أحد مرهفي الحس – من أمثالي طبعا!- أن يتعهد مجموعة من الأطفال ويحفظهم أغنية كانت في افتتاح احدى دورات مهرجان القراءة للجميع ..ألا وهي "ماما يا ماما ياماما سوزان ..نورك هلّ علينا وبان !"..وإن شاء الله كل طفل سيلقى الرعاية وفوقها بالونة بجنيه ..! ا
____________________________________-
نُشرت في جريدة الدستور

Comments

Anonymous said…
ازيك يا مروة؟ اخبار المذاكرة اية ؟طبعا انا قريتها قبل كدة وفعلا شيى مؤسف جدا انك اعتدتى منظر الاطفال دول زى ما كلنا اعتدنا كل سيى وقبيح فى البلددى ويمكن تغييرة يحسس البعض بغربةبس موقف العساكر والضابط مش مستغرب ولا حاجة .. وعموما ما تزعلش نفسك اسم مبارك ما اطلقش على منشية فقرانة لكن مبارك اكبر من كدة اسمة اطلق على بلد كاملةفقرانة وجعانة وبتحكمها العشوائية فى كل شيى "مصر مبارك ودة اعتراف ضمنى بمسؤليتة عن كل ما فيها شدى حيلك فى المذاكرة يا جميل وتمنياتى دايما بالتوفيق
ربنا لمصر فعلا على مافيهامن منغصات العيش التي تزداد يوما بعد يوم


تحياتي
ابو على said…
انا شوفت الحته دى ابل كده ف فيلم تيتو باين
بس الغريبه حكايه الربع جنيه دى
انا معنديش اى تعليق بجد على كلامك سوا ان المشهد الى شوفتيه دا ف كل حته ف مصر مش الشعبيه بس
بس نتيجه مباشره لاخطاء الغير ومترميش الحمل كله على ريسنا دا مهما كان بيشقى ليل نهار عشان يوفرلنا الزيت والسكر وكله على بطاقه التموين
تحياتى لاهل منيا القمح كلهم:d
لااسف مشكلة اطفال الشوارع اصبخت ظاهرة تتميز مصر عن غيرها من الدول

وبطريقة ملفتة جداا

فى كل محافظة داخل البلد يوجد مثل هولاء الاطفال فى من يسرحهم الاباء وفى من ليس لة اب


واكلة وشرب ونوم بالشارع

لاتستغربى من ضحك هولاء

نحن الان فى زمن كل شىء ماشى فية بالمقلوب

تحياتى
ظاهرة اولاد الشوارع انتشرت جدا بس فى القاهرة ماشى من حقهم
اما المحافظات والارياف دى الجديدة بصراحة انتشرت فى الاونة الاخيرة بشكل فظيع ودى لاحظتها فى الزقازيق الاسبوع الماضى مع انها بلد هادية ورايقة ولا علشان يوم الجمعة جايز
عامة لنا الله فى هذه البلد
وماما سوزان ربنا يكرمها كفاية عليها الاغانى
تحياتى
خالد
*سمر* said…
على فكرة دى ظاهرة فى كل حتة..
تخيلى بأة انا مقصدش اطفال الشوارع...انا اقصد العساكر والظباط :) اللى حاليا بخاف اروح اسألهم عن اى حاجة علشان متعاكسش...والله مش كلهم..علشان اكون امينة..فى ناس كتير كانوا مخلصين فى اسداء النصيحة ووصف الطرق وغيرة من الحاجات..

هفضل اقول...لك الله يا مصر
Anonymous said…
السلام عليكم
نسأل الله العفو والعافية
هنقول ايه غير حسبنا الله ونعم الوكيل
اولا اسمك عايز اقول لك ان اسمك بقى زى النار على العلم ودى مش مجاملة دى حقيقة .. تانى حاجة فكرتينى بموضوعك من حوالى اسبوع او اكثر فى وسط البلد فى القاهرة ببنوته زى القمر عمرها ما يعديش ال 6 سنين قادة على الرصيف وبعد نص الليل.. حاجة توجع.. البنات فى سنها وفى الوقت ده بيبقى فى بيوتهم وعلى سرايرهم نايمين .. شئ محزن ومين المسئول عن كده .. عموما فى الحالات اللى زى دى بلقى نفسى بقول ( الدنيا دى فيها كم بلياتشو ) ماعالينا...
عندى طلب منك ياريت تزورى مدونتى وتقوليلى رأيك فيها بجد وياريت بالمرة تقوليلى انتى بتنزلى صور ازاى فى المدونه انا جربت ميت مرة ومفيش فايدة
http://ahmedalinassar.blogspot.com/
بقول برده

انا قريت الكلام دا قبل كده فين


لغايه ماخلصت قرايه

لقيت كلام
كتب فى الدستور

فافتكرت

تحياتى لحضرتك
اسلوبك جميل وجذاب ودمك خفيف .
دى اول زيارة لى عندك وان شاء الله تتكرر ويا ريت تشرفينى فى مدونتى.
Anonymous said…
مساء الفل
ازيك يامروه .. أخبار المذاكره والامتحانات معاكي ايه ؟!
معدش حاجه علي المتحانات
يارب النجاح لينا كلنا

علي فكره الموضوع دع لسه فاكره كويس جدا .. بالاماره كمان كان في أعلي يسار الصفحه الشمال .. بس اللي مش فاكره ابدا هو العدد اللي كان فيه
معلهش .. اصلي بعيد عنك عندي زهايمر .. مش مجازا والله .. أنا حاسس فعلا ان عندي زهايمر .. معدتش بفتكر حاجه خالص .. شوفيلي دكتور عندكو في الشرقيه أكيد هتلاقي .. هو انتوا سبتوا حاجه؟! ..

الأطفال اللي بتتكلمي عنهم دول .. أصبحوا ماركه مسجله في حواري المحروسه .. وهنروح بعيد ليه .. دمياط .. اللي فاكرينها سنغافوره .. مليانه والله علي آخرها ولو مش مصدقه تعالي وشوفي

أحب أقولك بقي ان الرئيس لما جه دمياط اطلق اسمه علي شارع كبيرا أوي فيها
ايه رأيك في دي بقي



أحمد سلامه
جميل جداً
بجد
ربنا يباكلك
مش عارف، تقريبًا كده قريتو ف الدستور
**********

المهم، كيفك إنتي يا مروة، منتظر رأيك في التدوين، وشايفاه إزاي عندي

تحياتي
Abd-Alrahman said…
حكاية الشهرة ي مش هنتكلم عليها لانك بقيتي مشهورة خلاص
اما حكاية الربع نية دي
بجد بتتعبني انا كمان
بلاقي في اسيوط الي التنسيق رماني فيها اطفال بجد جامدين اوي
بس برضة نفس الكلام الي قولتي عليه
كدة
ربنا معاهم ودي ظاهرة مش كويسة لازم تحاول نقضي عليها بكل الطرق

انتي مش زرتيني من فترة كبيرة يا ريت اشوف رايك في اخر بوست عندي

عبدالرحمن
Unknown said…
بيضحك على أيه كاته خيبة

هو حانا حنفضل كده على طول و العيال حتفضل موجودة طول ما الى زيوا واقفين بتفرجوا و يضحكوا
Marwa Friday said…
يوسف : الله يسلمك يا يوسف.. الحمد لله كان نفسي ما اعتادش منظرهم.. عندك حق في كل كلمة كتبتها بألم.. ربنا يكرمك، حاضر
:)


صاحب المضيفة: ربنا لمصر.. أكيد في أمـل يا صاحب المضيفة.. تحياتي


أبو علي : تصدق بقى انا لسه ما شفتش فيلم تيتو هههههههه أيوة ربنا يخليه بيأكلنا من لحمه الحي!.. مع اني مش من منيا القمح بس حاضر كلهم بيسلموا عليك
:)


تامر نبيل: يعني بقينا مميزين في حاجة اهو!.. مش مستغربة يا تامر والله.. ربنا يتولانا برحمته.. منور المدونة


همس الأحباب: لا مش جديدة ولا حاجة ده من زماااااااان .. الزقازيق هادئة لكن ما يضرش وجود الأطفال فيها برضه.. :).. كفاية عليها الأغاني يا خالد ربنا يستر وما يوصلش سعد الصغير ويغني لها ده هو الأمل الوحيد للغناء العربي!!ا


سمر: منورة يا جميلة واعذري تقصيري.. عارفة هي فعلا ظاهرة مستفزة كأنهم عمرهم ماشافوا بنات!.. على فكرة في ناس منهم جدعة وطيبة جداً.. لنا الله


عمر المصري: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. ربنا يعافينا ويرحمنا برحمته آمين يارب.. شكراً لمرورك يا عمر


أحمد علي نصار: لا بقى دي مجاملة يا أحمد!.. ربنا يخليك.. حاجة تقطع القلب مش عارفة أقول لك ايه؟.. من حقهم يعيشوا ويلعبوا مش يشحتوا طبعاً بس لما يكون باباهم أحمد عز مثلاً!!.. زرت مدونتك جميلة.. لكن ما تمعنتش فيها اعذرني الامتحانات.. بص بالنسبة للصور مش وانت بتكتب في المدونة بتلاقي شريط أدوات بتختار منه اللون وحجم الكتابة وكده؟.. هتلاقي أيقونة لونها لبني زي ما تكون صورة اضغط عليها هتلاقي في نافذة جديدة اتفتحت اضغط على
Browse
واختار صورة من الكمبيوتر بتاعك.. هتلاقي خيارات انك تحط الصورة يمين أو شمال او في المنتصف.. وكمان حجم الصورة
أي خدمة
صباحك ورد


حسام يحيى : منور يا حسام.. وربنا يوفقك في امتحاناتك


إيمان العزب: شكراً يا جميلة.. ويارب ماتكون آخر زيارة.. حاضر عندما أنتهي من محنة الامتحانات سأمر بإذن الله عليها اعذريني تاني
:)


أحمد سلامة: صباح الفل.. ألف سلامة عليك من الزهايمر، ربنا يكرمك هو فعلاً كان منشور في المكان ده!.. حتى سنغافورة مصر!.. بس بجد حظكم شارع باسم الرئيس.. اللهم لا حسد!.. ربنا معاك في المذاكرة يابطل


محمد شمس الدين: ربنا يكرمك يا محمد.. أشكرك جداً.. ويبارك لك انت كمان


إبراهيم.. معايا: صح يا إبراهيم!.. إن شاء الله أوافيكم برأيي في التدوين.. يارب الامتحانات تعدي على خير..


عبد الرحمن ونور: ربنا يخليك يا عبد الرحمن.. ربنا يعينك على الغربة في بلدنا العظيمة!.. هاقول لك إيه؟.. نصيبنا؟.. مش عارفة ما عادش عندي كلام.. حاضر سأزور مدونتك يا دكتور مطحوووون.. ربنا معاكم في الامتحانات


عاليا حليم: صباح العندليب.. ازيك يا لولو.. جاته ستين خيبة معلش ما تحرقيش دمك.. ربنا يخلصنا من الهم والغم ده بس احنا نتحرك ونعمل حاجة نافعة للبلد دي
:)

Popular posts from this blog

وما الدنيا إلا فرن كبير!ا

من الزقازيق لمصر الجديدة! ا

سنة أولى ابتدائي